أربع آيات لأربع حالات نفسيه تصيب البشر
كان سيدنا جعفر الصادق له بصر وبصيرة بآيات القرآن ومتعلقاتها، فقال :
" عجبت لمن خالف ولم يفزع إلى قول الحق سبحانه :
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }
[ آل عمران : 173].
ولا يُتعجب لمن يخيفه شيء إلا إذا كان عند المتعجب شيء يزيل الخوف .
فمن عنده صداع يمكنه أن يعالجه بالأسبرين،
أما الخوف فقد وصف سيدنا جعفر دواءه، بقول الله سبحانه :
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }
[ آل عمران: 173 ].
فذلك هو الدرع من كل خوف .
ويقدم جعفر الصادق لنا السبب فيقول :
لأن الله سبحانه قال عقبها :
{ فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ }
[ آل عمران : 174].
الغم
أي: أن سيدنا جعفراً جاء بالحيثية من نفس القرآن، وأضاف جعفر الصادق :
" وعجبت لمن اغتمَّ ـ وهو الموضوع الذي نبحثه الآن ـ ولم يفزع إلى قول الله سبحانه :
{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }
[ الأنبياء: 87 ].
فإني سمعت الله تعالى بعقبها يقول :
{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ }
[ الأنبياء: 88 ].
المكر
وعجبت لمن مُكِر به كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه :
{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }
[ غافر : 44].
لأني سمعت الله تعالى بعقبها يقول :
{ فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ }
[ غافر: 45 ].
الدنيا وزينتها
وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه :
{ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ }
[ الكهف: 39 ].
لأني سمعت الله تعالى بعقبها يقول :
{ فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً }
[ الكهف: 40 ].
وهكذا وجد جعفر الصادق رضي الله عنه في كتاب الله أربع آيات لأربع حالات نفسية تصيب البشر، وجاء مع كل حالة دليلها من القرآن الكريم .